12-أيلول-2017

النصير هو الوزير وعمه سلمان قلم أسير!

 

بغداد ـ العباسية نيوز

فشل سلمان الجميلي في الاحتفاظ بمقعده النيابي في انتخابات 2014 بعد ان رفضته الفلوجة التي رشح نفسه فيها على اعتبار انه جميلي وفلوجي في آن واحد، دون ان يقدم شيئا لعشيرته التي عانت وما زالت من اضطهاد الحكومات الطائفية المتلاحقة، ولم يلتفت ايضا الى الفلوجة الباسلة التي تآمرت عليها واشنطن وطهران والاحزاب والمليشيات الشيعية وعصابات داعش، للنيل من أصالتها العربية والسعي الى تدميرها.

 

وكان عقاب الفلوجة والجميلات لسلمان عادلا، فهو اناني النزعة، طماع وجشع، لا يحب الا نفسه الامارة بالشر دائما، لا يصادق أحدا الا لمنفعة، ولا يصاحب شخصا الا لمصلحة، جاء به رافع العيساوي ايام عزه ودفعه الى الواجهة، ولما ترنح وزير المالية الاسبق بفعل ضربات الثور الطائفي الهائج نوري المالكي، كان الجميلي سلمان، اول منتقدية والشامتين بسقوطه، لان رافعا لم يستمع الى نصائحه ولم يستجب الى توجيهاته المنافقة الداعية الى مهادنة (ما ينطيها).

 

سلمان الجميلي رسميا الان، يشغل اربعة مناصب عالية، فهو وزير التخطيط أصالة ووزير التجارة والمالية ورئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء وكالة، اي انه في لغة السياسة ومفاهيم السلطة، أقوى وزير وارفع مسؤول حكومي، ولديه صلاحيات واسعة وقادر على تقديم خدمات للفلوجة المنكوبة وهي خدمات مشروعة، تعوض المدينة ما تعرضت له من خراب وتدمير، ولكنه أدار ظهره لها، ولم تأخذه عاطفة على أهلها، او شفقة على ما كابدوه من عذابات وظلم وتهجير ونزوح، وانصرف الى مصالحه، يبنيها لبنة لبنة، ورصيدا فوق رصيد، وحسابات جارية مرئية وخفية، معتمدا على ابن شقيقه نصير الذي استورده من دبي حيث كان يعمل في بلديتها.

 

ونصير هذا حزام ظهر عمه سلمان وكاتم أسراره وأمين صندوقه، وخصوصا في وزارة التجارة حيث العقود والمقاولات والرشى والمكافئات، في ظل عجز الحكومة وفساد لجان الرقابة وهيئات النزاهة، الامر الذي أتاح لابن أخ الوزير ان يصبح الوزير الفعلي فيما الوزير المعني، فهو مجرد قلم يوقع ويحيل المناقصات الى هذا وذاك، وفق همسات النصير في اذن الوزير، وهي همسات نتائجها، المليارات بالدنانير والملايين بالدولارات.

 

آخر صرعات الوزير سلمان، انه غادر كتلة (متحدون) بصمت وهدوء وهي التي رشحته للوزارة وعوضت فشله في الانتخابات الاخيرة، وحجته ان وجوده في هذه الكتلة يضر بمسؤولياته الحكومية، وهو لا يريد ان يحسب على أحد، لانه وزير مهني (من تحت الى فوق) ونزيه فوق العادة، لا يعشق (الشدات) الملفوفة، ولا يحب (الاكلات) الدسمة، وهو محق في ذلك، لانه صاحب انف يشم الرائحة من مسافة عشرات الاميال ويدرك ان الايام القادمة ليست ايامه والفرصة تأتي مرة واحدة وقد جاءته وانتفع بها من رأسها حتى أخمص قدميها، والحاذق في رأي سلمان، من نفع نفسه واستنفع لابن شقيقه.

 

قصة سلمان الجميلي في وزارة التجارة، تصلح لمسلسل تلفزيوني ناجح يستقطب بالتأكيد ملايين المشاهدين لو كتب بأمانة وضمير حي، تبرز فيه الدراما باعلى حالاتها الواقعية، وتظهر فيها الكوميديا السوداء باحلى ضحكاتها وأسخن دموعها، ولا بأس اذا حمل المسلسل اسم (الوزير وتابعه  النصير) وتصاحب مقدمته الاغنية العراقية الشهيرة (يم داركم .. اشتهيت اخباركم) واللبيب من الاشارات يفهم..!


التعليقات

إضافة تعليق

الاسم  
التعليق