20-حزيران-2017
ولما اشتد ساعد كاظم الشمري رمى سهمه على طارق الهاشمى!
بغداد ـ العباسية نيوز
فزع النائب عن ائتلاف (الوطنية) كاظم الشمري لرئيس كتلته اياد علاوي وشن هجوما حادا، على طارق الهاشمي استخدم فيه المفردات ذاتها التي اطلقها نوري المالكي على نائب رئيس الجمهورية السابق، وردد الاتهامات نفسها التي الصقها حزب الدعوة بالهاشمي، مما يوحي بان هناك شبه تفاهم باطني بين جماعتي علاوي والمالكي، عنوانه : (عليهم .. عليهم) وعليهم هنا في هذه الحالة، الغريب عن الطرفين، الهاشمي السني العربي النازل في ديار قطر.
والمفارقة التي لا يعرفها كثيرون، ان كاظم الشمري فاز في انتخابات 2010 وتربع على كرسي النيابة، بالاصوات التي خلفها طارق الهاشمي لمرشحي القائمة العراقية الذين راحوا بـ(الرجلين) ولم يحصلوا الا على ألف ألفين صوت، بعد ان حصل الهاشمي على اكثر من 300 الف صوت في بغداد لم ينتفع منها غير اربعة مرشحين من كتلته (تجديد)، في حين ذهب بحدود مائتي الف صوت لمرشحي اياد علاوي وصالح المطلك، واكثرهم لم يحصلوا على عشر السقف الانتخابي الذي كان 30 الف صوت للنائب الواحد، في وقت كان علاوي قد وزع الاصوات التي حصل عليها على الحبايب والقريبين منه، ولم يكن كاظم من بينهم في ذلك الوقت.
ودخول كاظم الشمري على خط مهاجمة الهاشمي، وترديده اتهامات المالكي التي ضحك عليها العراقيون الاخيار، لرخصها ونذالتها، يمثل انتهازية سياسية وخفة شخصية برع فيهما نواب علاوي، امثال شعلان الكريم وقبله قتيبة الجبوري ولملوم من (السراكيل) جمع سركال، والدلالات (جمع دلالة) ومتعهدي الديسكوات (جمع ديسكو) ولا حاجة للتعريف بهم، لانهم معروفون بالاسم والسيرة والعنوان، وبعضهم غادر الى صف آخر، اكثر دسما وبعض آخر ينتظر.
من حق كاظم الشمري ان يدافع عن رئيس كتلته، ويبرر له تصريحاته التي اطلقها من القاهرة وهو زائر لها، ولكن يفترض ان يكون الدفاع والتبرير بلغة سياسية تتسم بالمنطق والقول الحسن، وليس تقليد أتباع (ما ينطيها) والتطابق معهم حد الالتصاق الطائفي، فالمسألة ليست فزعة عشائرية ولا لطمية في حسينية، وانما رأي ورأي آخر، فما قاله اياد في القاهرة رأي هو مسؤول عنه، وتغريدة طارق من الدوحة هي رأي ايضا، والمسألة محصورة بينهما، فما دخل الذيول ومساحي الاكتاف فيها ؟
اياد علاوي يشغل وظيفة في بغداد اشبه ما تكون بـ(البروتكولية) لا سلطات لها ولا صلاحيات، وليس من صالحه الخوض في مشاكل وخلافات بين الدول، يتقرب الى هذه الدولة ويعادي دولة اخرى، فكيف سيكون موقفه لو تصالحت مصر وقطر غدا أو بعد غد ..؟ هذه واحدة، أما الثانية فان رئيس الحكومة حيدر العبادي نسف تصريحاته القاهرية عندما قال انها لا تعبر عن الموقف العراقي الرسمي، وهذا يعني في المفهوم السياسي، ايها المصريون لا تأخذوا كلام اياد محمل الجد، فهو ليس مسؤولا في الحكومة ولا يملك حق اتخاذ القرار، وان ما صرح به مجرد (دردشة) !
ثم ان المصريين ليسوا سذجا، فهم يعرفون جيدا مكانة اياد في بغداد، ويدركون ان منصبه فيها (لا يحل ولا يربط) ولكنهم جاملوه وروجوا لتصريحات (نائب الرئيس العراقي) المنحازة لهم ضد قطر، مجاملة له، مع معرفتهم الاكيدة بانه لا يستطيع تعيين ملحق دبلوماسي صغير في السفارة العراقية في القاهرة.
أحد الخبثاء وما اكثرهم في العملية السياسية قال ان كاظم الشمري شمر عن ذراعيه واستعرض عضلاته ودافع عن علاوي وهدد الهاشمي، لانه يريد ان يكفر عن تآمره السابق على (القائمة العراقية) ورئيسها اياد، عندما سابق الريح وسافر الى بيروت الى جانب عالية نصيف وجمال البطيخ وقتيبة الجبوري واحمد عريبي للقاء حامل اختام وهدايا المالكي يومذاك الشيخ عبدالحليم الزهيري، وشارك في افتتاح دكانة سميت على لون عمامة الشيخ (البيضاء) في اول انشقاق على القائمة العراقية (السوداء) ورئيسها علاوي الذي قال فيه كاظم ومن معه، كلاما أوجع بكثير مما حملته تغريدة الهاشمي.