22-نيسان-2017

بعد ان رفض مساعدو ترامب استقباله
 جمال الضاري يغادر واشنطن خائبا

 

واشنطن ـ العباسية نيوز

نقلت اوساط مقربة من المنشق عن هيئة علماء المسلمين جمال الضاري، بان الاخير بات محبطا اثر فشله في لقاء مسؤولين في الادارة الامريكية الجديدة خلال زيارته لواشنطن التي عاد منها يجر اذيال الخيبة دون ان يحقق خلالها نتائج ايجابية ملموسة، واكتفى بالتقاط صور تذكارية مع ثلاثة اعضاء في الكونغرس رغم انه صرف اموالا طائلة على شركات امريكية للعلاقات العامة تعهدت له بعقد لقاءات مع مساعدي الرئيس ترامب، دون ان تفي بوعودها. 

 

وسعى الضاري الذي يرأس منظمة سياسية مغمورة، ستكمل عامها الاول في الشهر المقبل، خلال زيارته الامريكية الاخيرة، الى لقاء عدد من مسؤولي ادارة الرئيس ترامب، لبحث الاوضاع في العراق، اثر صدور تقارير امريكية تفيد بان السياسات الجديدة التي اقرتها الادارة الجديدة ستكون منفتحة على السياسيين السنة المناوئين للنفوذ الايراني في العراق، الا ان آماله تبخرت عند وصوله الى واشنطن بعد ان فوجيء بانه شخص غير معروف في اوساط البيت الابيض، رغم انه اغدق اموالا على شركات امريكية للعلاقات العامة التي اضطرت الى تنظيم لقاءات له مع اعضاء هامشيين في الكونغرس بصفة شخصية، بعد اخفاقها في جمعه مع مسؤولي الادارة الجديدة.  

 

وذكر مراسل وكالة العباسية نيوز في واشنطن، ان لقاء جمال الضاري مع النائبة عن الحزب الديمقراطي الامريكي تولسي غابارد، والتقاط الصور التذكارية معها، اثار استهجان الجاليات العربية في الولايات المتحدة، لان تولسي معروفة بتعاطفها مع رئيس النظام السوري بشار الاسد، ومناهضتها للمعارضة السورية المعترف بها من المجتمع الدولي والامم المتحدة.

 

وكانت النائبة الامريكية المذكورة وهي من هاواي، قد زارت دمشق قبل شهور، واجتمعت مع بشار الاسد، دون استئذان او اشعار الكونغرس، الذي اعلن انه يعتبر زيارتها للعاصمة السورية شخصية وليس بصفتها البرلمانية، وهو ما اثار عليها نقمة الرأي العام والصحافة الامريكية، وعرضها الى انتقادات سياسية  في الولايات المتحدة، خصوصا وان زيارتها تزامنت مع سلسلة جرائم وانتهاكات اقدمت على ارتكابها القوات السورية الحكومية بالتعاون مع المليشيات العلوية والشيعية ضد الاحياء والمناطق السنية في دمشق وحلب وادلب وحمص.

 

وبررت مصادر تتعاون مع جمال الضاري الذي يرأس مجموعة سياسية صغيرة تحمل اسم (المشروع الوطني العراقي) تيمنا بحزب احمد الجلبي المنقرض (المؤتمر الوطني العراقي) ان لقاءه مع النائبة تولسي، جاء ضمن لقاءات نظمتها له شركة للعلاقات العامة يتعامل معها الضاري منذ قرابة عام، دون ان يعرف شيئا عن النائبة المذكورة ولا علم له بزيارتها الى سوريا، وحملت ممثله في واشنطن معن صالح الجميلي الملقب بـ(ماركو) مسؤولية ملابسات اللقاء. 

 

وجاءت زيارة جمال الضاري الى واشنطن، عقب منعه من الاشتراك  في لقاء انقرة التشاوري السني الذي عقد في العاصمة التركية في الثامن من الشهر الماضي، وشارك فيه وفد من هيئة علماء المسلمين برئاسة امينها العام الدكتور مثنى  الضاري، حيث رفضت الكتل والجهات المشاركة في اللقاء، الاعتراف بمجموعته الصغيرة، ولم تسمح له بحضور اجتماعاتها التي استمرت يومين، كما منعت ممثله الصحفي العراقي المقيم في قطر لقاء مكي، من المشاركة في الجلسات، احتراما للهيئة وتقديرا لمكانتها، خاصة وان جمال، دأب منذ انشقاقه منها، عقب رحيل زعيمها الشيخ حارث الضاري، على التبروء منها، وانكار انه كان يعمل فيها طوال اكثر من عشر سنوات.

 

ووفق مصادر عراقية في واشنطن فان جمال الضاري، الذي يسعى الى الانخراط في العملية السياسية القائمة في العراق، نكاية بمواقف هيئة العلماء المسلمين، الرافضة لها والداعية الى اصلاحها، لمح خلال لقائه مع افراد في الجالية العراقية التقاهم في ختام زيارته للعاصمة الامريكية بانه مقتنع ان العراق بحاجة الى جهود امريكية لانتشاله من الازمات التي يعيشها، داعيا الى تناسي السياسات الامريكية السابقة في غزو العراق وما ترتب عليها من فرض نظام المحاصصات الطائفية والعرقية وتهميش السنة العرب وتسهيل التغلغل الايراني في البلاد.

 

واشارت تلك المصادر الى ان افتقار جمال الضاري الى الخبرة السياسية، حيث لم يسبق له العمل في الميدان السياسي، ونشاطه السابق في هيئة العلماء المسلمين كان يقتصر على الشؤون المالية والحسابات، فقد اختار سفره الى واشنطن في توقيت خطأ، ولم تنفعه الاموال التي يملكها، في تسويق نفسه سياسيا في الساحة الامريكية، دون ان يدرك ان الاموال وحدها لا تكفي لصنع مركز سياسي مؤثر، او انتاج شخصية سياسية رصينة، في حين لم تخدمه العقود الاعلانية الضخمة التي أبرمها مع قنوات فضائية عراقية وصحف اجنبية للدعاية له، لخلوها الى المصداقية.        

 





التعليقات

إضافة تعليق

الاسم  
التعليق