
السيد محمد دبدب
08-آب-2016
محمد دبدب:
العراق لا يملك مقومات حماية بوابة العرب كما كان سابقا
كتب: سلام الشماع
استذكر قيادي بعثي سابق مقدمات حرب الخليج الأولى التي شنتها إيران على العراق ودامت ثماني سنوات، والتي تصادف اليوم الثامن من أغسطس ذكرى وقف إطلاق النار فيها عام 1988.
واعتبر القيادي محمد دبدب الذي كان رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة العراق عندما بدأت تلك الحرب، في حوار مع صحيفة “العرب” اللندنية، لأول مرة، في مقر إقامته بالعاصمة الأردنية عمان، التفجيرين اللذين شهدتهما الجامعة المستنصرية في العراق واستهدفا اغتيال القيادي البعثي الراحل طارق عزيز وقيادات بعثية مهمة أخرى، أهم مقدمات الحرب، مؤكدا أن إيران هي التي بدأت بزرع الإرهاب في المنطقة الذي تعيش شعوب المنطقة نتائجه الدامية اليوم.
وحذر دبدب، الذي حرمته الحكومة العراقية والعشرات من أمثاله من جواز سفر وهوية أحوال شخصية لموقفه المعارض منها، دول المنطقة وخصوصا أقطار الخليج العربي من أن إيران لا تتورع عن سلك الطرق المؤذية للعراق والعرب في أقطارهم كافة حتى وصل إرهابها إلى القارة الأفريقية.
استهداف طارق عزيز
يتذكر القيادي الطلابي محمد دبدب أن الاتحاد الوطني لطلبة العراق عقد في الأول من أبريل المؤتمر الاقتصادي الطلابي العالمي الذي شاركت فيه وفود من أكثر من 70 دولة وكان برعاية القيادي البعثي الراحل طارق عزيز، وأن معلومات توفرت بأن المؤتمر سيستهدف، فاتخذت الإجراءات الوقائية للمضي في عقد المؤتمر وإنجاح فعالياته لكي يترك صدى واسعا في العالم.
ويقول دبـدب لـ”العرب” “كنـت في حيـنها رئيس الاتحـاد الوطني لطلبـة العراق، وأعددنا استقبالا جماهيريا واسعا للوفود المشاركة أثار إعجابها، وعندما استقبلت راعي المؤتمر الراحل طارق عزيز في باب الجامعة المستنصرية سمعت صوت قنبلة أثار انتباهي فأخبرت الراحل عزيز بالأمر وبسرعة دفعته بقوة وأسقطته أرضا لأجنبه الإصابة، وأصيبت نتيجة لذلك يداه بكسر، وعند زيارة الرئيس الراحل صدام حسين بعد يومين من الحادث داعبته بالقول بأنه يجب أن أحال إلى لجنة تحقيق قومية لمحاكمتي لأني تسببت بكسر يدي السيد طارق عزيز”.
ويوضح دبدب أن التفجيرين المذكورين أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات من الطلبة الأبرياء وعرفنا أن إيران كانت وراء جميع تلك الاعتداءات، وألقى الرئيس الراحل صدام حسين عندما زار الجامعة المستنصرية كلمة تاريخية أمام الطلبة أكد فيها أن دماء القتلى والجرحى من الطلبة لن تذهب سدى، وكان هدف تلك الكلمة إشعار إيران بضرورة الكف عن الاعتداءات الإرهابية، والحفاظ على الحالة المعنوية للجماهير العراقية، واستنكار الإرهاب وإدانته.
وفي اليوم التالي “شييعنا ضحايا التفجير، وعلى الرغم من أني كنت مصابا لكني شاركت في الجنازة، وكانت في مقدمة المشيعين قيادات حزبية قومية وقطرية”.
وتواصل الاستهداف مرة أخرى في موكب التشييع هذه المرة عند مروره أمام المدرسة الإيرانية في الوزيرية بالتفجير الثاني، وأصبت ثانية ومازلت أحتفظ في بدني بشظايا من ذلك التفجير، وكان النظام الإيراني يتوهم أنه يستطيع من خلال هذه الأعمال أن يضعف الحالة المعنوية ويمنع التفاف الجماهير حول الحزب والدولة ولكن العكس هو ما حصل إذ تجلت الوحدة الوطنية واضحة في مواجهة إيران وحربها الغادرة.
دموية حزب الدعوة
ويبدي القيادي الطلابي محمد دبدب اعتقاده بأن حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق قد بدأتها إيران وهي التي تتحمل نتائجها بإفرازاتها ونتائجها، مؤكدا أن إيران مهدت للحرب بسلسلة من الاعتداءات، متوهمة أن لها القدرة على إنهاء النظام الوطني العراقي وإسقاطه من خلال التفجيرات في الجامعة المستنصرية واستهداف القيادي البعثي الراحل طارق عزيز والقيادات الطلابية، مذكرا بأن حزب الدعوة الموالي لإيران أعلن مسؤوليته عن تنفيذ التفجيرين.
ويقول دبدب “إن من الاعتداءات التي مهدت للحرب على العراق هي قصف إيران في الرابع من سبتمبر 1980 لبلدات على الحدود، وفي الشهر نفسه رمت عناصر إيرانية قنبلة يدوية على مقر لحزب البعث في مدينة ’المدينة‘ وتفجير حسينية علي الحكيم في البصرة لخلق فتنة طائفية، كما نفذت محاولة لاغتيال محافظ محافظة المثنى كريم الملا، وتفجير سكة قطار البصرة بغداد في أبريل 1980 بمركز محافظة المثنى، ومهاجمة دورية للأمن العام من قبل مجموعة إيرانية أسفرت عن مقتل 11 عنصرا من الدورية، وزرع عبوة ناسفة في كشك بيع كتب في العشار بالبصرة، ومحاولة اغتيال مدرس من أهالي البصرة اسمه جمعة رحمه الله، وتسميم محطة مياه في محافظة البصرة في شهر مايو عام 1980”.
وأشار دبدب إلى أن العراق عدّ هذه الاعتداءات إعلانا للحرب، فألغى في 17 من الشهر نفسه اتفاقية عام 1975 المبرمة مع إيران، وباستمرار هذه الاعتداءات اضطر العراق في 22 من الشهر نفسه إلى الرد عليها ومهاجمة أهداف في العمق الإيراني وبدأت الحرب.
إيران لا تزعج إسرائيل
يتهم دبدب إيران بتبني الإرهاب من منطلق “الحقد المقدس الإلهي” افتراء على الدين وسماحة الإسلام، ويقول إنه منذ مجيء نظام الخميني اللاديني بهدف حرق المنطقة، تم استهداف كل الأقطار العربية التي كانت موحدة مجتمعيا، وسعت إيران إلى ضرب هذه الوحدة لكي تقدم نظرية الإرهاب التي يتبناها القطب الواحد، ويضيف “عندما أصف النظام الإيراني بأنه لاديني أو لا إسلامي فذلك لأن النظام الذي أقامه الخميني كان امتدادا لنظام الشاه الذي كان يطلق عليه اسم شرطي الخليج في تنفيذ استراتيجية أميركا في المنطقة ولتكريس سياسة عدوانية واضحة المعالم فيها تحت عنوان تصدير الثورة وشعار مخادع هو أمريكا الشيطان الأكبر وإسرائيل عدوة العرب والمسلمين، بينما لو عدنا إلى جميع التفاصيل لن نجد موقفا إيرانيا واحدا أزعج إسرائيل أو أميركا، وما حدث هنا وهناك لا يعدو إلّا أن يكون من الأمور المتفق عليها”.
ويؤكد القيادي البعثي الطلابي السابق أن إيران لديها نفوذ قوي في سوريا ولبنان في جنوبه المتاخم لإسرائيل ولديها فرص كبيرة لإيذاء إسرائيل أو إزعاجها في أقل تقدير ولكن شيئا من هذا لم يحصل على الإطلاق، وذلك يثبت أن إيران أداة طيعة للمشروع الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، الذي من أهدافه تدمير العراق وسوريا ولبنان وسائر الأنظمة القومية وتكريس مشروع الطائفية السياسية كبديل للأنظمة العروبية، والنظام الذي أقامه خميني في إيران مصمم على كره العرب والمسلمين، وهو يعاني من عقد تاريخية عميقة. و”الشواهد على ذلك أصبحت واضحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وإرهاب أقطار الخليج العربي، وقد وصل هذا الإرهاب إلى أفريقيا”.
الإسلام الراديكالي
يُرجع القيادي الطلابي العراقي محمد دبدب نشوء نظرية الإرهاب إلى ظهور بوادر نهاية مصطلح الحرب الباردة، ويقول في حواره لـ”العرب” إنه كان لا بد أن تكون هناك نظرية استراتيجية جديدة، فكانت نظرية الإرهاب التي طرحت بعد دراسة الحالة الأفغانية التي ألهمت واضعي هذه النظرية وعبرت عن الخشية من بروز تيار إسلامي معتدل قادر على التوسع في غير ميادينه وبيئته والخشية من تنامي قدرات التيار الإسلامي المعتدل اقتصاديا وسياسيا ومجتمعيا، وارتبطت نظرية الإرهاب بالإسلام ووجدت أن أفضل ما يعمق مشروع نهاية الإسلام المعتدل هو تبني نظرية الإسلام الراديكالي الذي هو طارئ على البيئات الإسلامية المعتدلة، وفي نهايته ضرب الإسلام في الصميم، وأن أفضل من يفعل ذلك ويحققه هو من يضرب الإسلام من داخله، فكان الخميني الذي ما إن ظهر على الساحة حتى التهبت المنطقة كلها وكان واضحا أن نظام الخميني يتبنى مشروع التوسع عبر ما سماه “تصدير الثورة” واستخدام السلاح لحسم النزاعات المحلية والإقليمية وكانت بواكيرها تهديد النظام الوطني في العراق.
ويرى أن نظرية الإرهاب بمرتكزها الديني روّج لها لتكون بديلا عن المتبنيات الوطنية والقومية فكان من الطبيعي أن تشمل ساحة هذه النظرية أكثر من بلد، وقد اتضح الآن أن نظام القطب الواحد يخشى من النظرية القومية التي هي نظام يؤسس مشروع قوة ودورا إنسانيا في العالم.
تحذير للعرب
ينبه إلى أن مصالح الدول العربية والإسلامية لا تعني إيران التي تريد التسلل إلى هذه الدول وزعزعة استقرارها وتدميرها وتأسيس موطئ قدم لها فيها مما أوجد شرخا إسلاميا حقيقيا وأضاع على الإسلام المعتدل الفرص كلها. ويحذر القيادي البعثي السابق محمد دبدب دول المنطقة وخصوصا أقطار الخليج العربي من أن إيران لم تتورع عن سلك جميع الطرق المؤذية للعراق والأمة العربية والمسلمين في أقطارهم كافة منذ مجيء نظام الخميني اللاديني بهدف حرق المنطقة والشواهد على ذلك أصبحت واضحة. ولا يبرّئ محمد دبدب إيران من رعاية المنظمات الصغيرة التي تروج لما تسميه “العنف الثوري”، ويؤكد أنه لا يمكن نكران أنها شاركت في تعميق نظرية الإرهاب التي روجت لها الولايات الأميركية وحلفاؤها إذ تم طرح الإرهاب كمشروع استراتيجي إبان سقوط المعسكر الاشتراكي وبروز القطب الواحد، ويعدّ أن من يعتقد أن إيران ونظامها الحالي خارج دائرة التفعيل لنظرية الإرهاب وصناعته، واهم جدا. ويقول إن الخميني نفسه جاء في مرحلة فاصلة في تاريخ العالم وهو لم يكن بالقوة التي تملك شروط الحسم السياسي والديني في إيران، في وقت كان الشاه محمد رضا بهلوي، بتراكم مصادر قوته، قادرا على إجهاض مشروع التغيير الذي تبنته القوى الراديكالية الإيرانية.
ويتساءل دبدب “لماذا تعطلت القوة المتراكمة للشاه فجأة، ولماذا تخلى عنه حلفاؤه في مشروعه هذا؟”، ويضيف قائلا “أتمنى أن يعود المحللون السياسيون إلى دراسة تلك الحقبة المهمة لنعرف كيف تم التمهيد لصعود الخميني دون القوى السياسية الفاعلة الأخرى التي كانت تعمل من أجل التغيير”.
ويتهم القيادي الطلابي العراقي السابق إيران بأنها تنفذ ما نسبته 90 بالمئة من التفجيرات والاغتيالات التي تحدث في العراق، مستندا إلى عمليات تقص ومراجعة وتحليل وشهادات ممن هم في العملية السياسية القائمة في العراق، ويؤكد أنه من الواضح أن إيران تواجه الآن صعوبات كبيرة لأن شعب العراق واع فطريا ومتوجس من النظم الإيرانية المتتابعة، خصوصا وأن إيران تجد فرصة عند حدوث غالبية تلك التفجيرات لتدعي أنها حامية الشيعة وصاحبة المذهب، وقد تفطن العراقيون إلى خطورة هذا الادعاء ودلائله والتساؤلات السائدة بينهم الآن هي؛ من الذي قتل محمد باقر الصدر؟ من فجر مرقد العسكريين في سامراء؟ من الذي نفذ تفجير الكرادة والكاظمية مؤخرا؟ والكثير من التساؤلات المماثلة من دون العثور على أي جواب، فالنظام الإيراني ينظر إلى مصالحه القومية ولا تهمه إبادة الشيعة في العراق وسوريا ولبنان والأحواز العربية وسواها.
ويربط دبدب الدعوات الأخيرة التي أطلقها عضو حزب الدعوة المرتبط بإيران علي الأديب إلى إلغاء مجانية التعليم في العراق بجميع مراحله بقواعد النظام الإيراني في سياسة تجهيل المجتمعات التي تؤسس فيها موطئ قدم وإغراقها بالأمية والغيبيات، وتأتي هذه الدعوات لتحجيم الوعي والثقافة والتنمية بأبعادها العسكرية والاقتصادية والثقافية، وبناء نظام يكرس الدكتاتورية بأعلى مصادرها وصورها، ويفرض ولاية الفقيه في العراق، مذكرا بأن إيران سرقت جميع مقومات الاقتصاد العراقي وإرثه وتاريخه، وانتهجت سياسة ربط الاقتصاد العراقي بمصالحها العليا.
|
کلام رجل بسیط
|
|
11/08/2016 11:42:23 م
|
|
*****************
بلد محتل و اعراض منهوبه و شعب منکوب و ثروات مستباحه و احنه بافکارنه التعبانه
*************
|
|
نارهم تاکل حطبهم
|
|
11/08/2016 11:57:15 م
|
|
*********************
|