11-تموز-2016

مخاطر لبنانية كبيرة في ظل الجمود السياسي

صفقة بري ذر للرماد في العيون رغم الجدل المحتدم حولها

 

بقلم: مايكل يونغ

يعاني لبنان من الجمود السياسي بشكل تام، لكن حدثت تحركات في الأسابيع الأخيرة أشارت إلى أن أمراً ما كان يجري، وبدلاً من النظر إلى ذلك باعتباره تقدماً إلى الأمام، فإن هناك من يقلق من انعكاساته.

 

فقد قام رئيس مجلس النواب نبيه بري أخيراً بتقديم اقتراح أثار الدهشة. على مدى أشهر، كانت اللجنة البرلمانية تجتمع من أجل الاتفاق على قانون انتخابي يرضي كل القوى السياسية، لكنها لم تصل إلى شيء. فاقترح بري أنه سيكون على لبنان، ما لم يجر التوصل إلى اتفاق على قانون جديد للانتخابات البرلمانية في عام 2017، الاتفاق على «صفقة متكاملة»، من المفترض أن تشمل موضوع الرئاسة، ورئيس وزراء لبنان المقبل، وقانون الانتخابات.

 

وقد رأى كثيرون من خصوم بري، وبشكل أكبر تحديداً خصوم حزب الله الذي يتحالف معه رئيس مجلس النواب، اقتراحه كجزء من خطة أوسع نطاقاً. ويعتبر خصوم الحزب أن اقتراح رئيس مجلس النواب وسيلة خفية لتشكيل برنامج في سبيل تعديل الدستور وإعادة رسم المحاصصة الطائفية في النظام السياسي لإعطاء الطائفة الشيعية المزيد من السلطة.

 

وفيما النية قد تكون موجودة بالفعل، فإنه من الصعوبة رؤية كيف ستقوم أي من الطوائف، في ظل المناخ السياسي والطائفي الحالي، بالموافقة على مثل هذا الأمر.

 

ومن المتوقع أن يتقدم بري باقتراح الصفقة المتكاملة في يوليو، خلال جلسات الحوار الوطني، لكن إذا كان التعديل الدستوري هو هدفه بالفعل، فإنه من الصعوبة رؤية أي اتفاق في بلاد حيث معظم القرارات الكبيرة تؤخذ بالإجماع.

 

وفي موازاة ذلك، سعى حزب الله مجدداً للدفع باتجاه انتخاب ميشيل عون رئيساً. وأوعز لأحد حلفائه على ما يبدو بالتصريح بأن عون مفوض للتفاوض مع سعد الحريري بشأن عودة الحريري رئيساً للوزراء، إذا طلب من كتلته التصويت لعون.

 

ولدى الحريري مصلحة في العودة إلى المنصب، نظراً لأوضاعه المالية الصعبة والانتكاسات السياسية التي شهدها لبنان في الأشهر الأخيرة. لكنه يعلم أيضاً أن دعم عون سوف يفقده المزيد من القاعدة السنية. بالإضافة إلى ذلك، إذا ما تلت ذلك انتخابات برلمانية في العام المقبل، فإن الحريري قد يصبح رئيساً للوزراء لفترة قصيرة إلى أن تجري تسمية شخص آخر بعد انتهاء الانتخابات.

 

في الوقت نفسه، كان قد أعرب زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع، وهو حليف آخر لعون (رغم أنه عدو لحزب الله) عن شكوكه أيضاً بشأن نوايا بري وحزب الله. فإذا عارض جعجع والحريري الاقتراح، فإنه من الصعوبة رؤية خطة بري تحرز تقدماً.

 

وهذا قد يكون ما يريده حزب الله بالضبط. بالنسبة للعديد من المراقبين، فإن الحزب يسعى فعلياً إلى إطالة الفراغ في لبنان إلى أن يجري تحول حاسم في سوريا لصالحه، ولصالح نظام بشار الأسد. وما أن يحدث هذا، فهو يسعى إلى أن يكون في وضع يتيح فرض أجندته في لبنان.

 

وبناء على ذلك، فإن ما نشهده من بري اليوم هو لذر الرماد في العيون، ويهدف إلى الحد من اللوم الموجه إلى بري وحزب الله لعرقلتهما الانتخابات الرئاسية.

 

وإذا كان الأمر كذلك، فإن الجمود في لبنان سوف يستمر لبعض الوقت. ولكن المخاطر تزداد كما أظهرت سلسلة الهجمات الانتحارية على البلدات المحاذية للحدود السورية. الهجمات سلطت الضوء على أن لبنان يواجه تهديداً إرهابياً كبيراً فيما السياسيون اللبنانيون يضيعون الوقت.

 

صعوبة

 

أفاد حزب الله وحلفاؤه، أخيراً، أن عرض بري بشأن «الصفقة المتكاملة» يمكن أن يتضمن اتفاقاً على انتخاب عون رئيساً، وعودة الحريري رئيساً للوزراء، والقبول بقانون انتخابي يرضي الجميع. لكن يبدو من الصعوبة تصور هذا الأمر، نظراً لمركزية قانون الانتخابات للمستقبل السياسي للعديد من السياسيين.





التعليقات

إضافة تعليق

الاسم  
التعليق