11-حزيران-2016

المسفر شاهد (وقور) على مؤتمر باريس (العراقي)

 

 

نشر الكاتب القطري محمد المسفر مقالا في صحيفة (الشرق) التي تصدر في الدوحة بتاريخ السابع من الشهر الحالي عنوانه: كنت شاهدا في باريس، اثنى فيه على مؤتمر عقدته مجموعة سياسية عراقية جديدة وصغيرة في العاصمة الفرنسية بدعم وتمويل السلطات القطرية التي لم تبخل ـ كثر خيرها وزاد عطاؤها ـ على حسن صنيعها ومحمود فعالها، على المؤتمر والمشاركين فيه وخصوصا (راعيه) الشاب المنشق على هيئة العلماء المسلمين عقب رحيل زعيمها الشيخ حارث الضاري والخائض علانية وسراً في خلافات (ودية) مع أمينها العام الحالي مثنى الضاري، لا يعرف متى تنتهي وكيف ستحل وفي فم الاخير دم لا يقدر على قذفه، لاعتبارات العشرة والقربى وأشياء أخر.

 

والغريب في ما كتبه المسفر، انه لم يكن دقيقا في وصف حال المؤتمر وظروف انعقاده على ضفاف نهر السين الباريسي ولم يتحدث عن أسباب امتناع القوى الوطنية والقومية والاسلامية وحركات المعارضة وفصائل المقاومة والشخصيات والرموز العراقية المناهضة للمعسكرين الامريكي والايراني وهي معروفة للاخ القطري وبعضها على علاقات طيبه به الى فترة قصيرة، بل انصب حديثه على التبشير بميلاد مشروع سياسي انطلق من (عاصمة النور الديمقراطي والحرية) ولم يقل عاصمة المتعة والجمال والاسترخاء وفنادق الفصول الاربعة والخمس والست نجوم، ضم طوائف ومللا ونحلا وتنظيمات سياسية يمثلون كما قال السيد المسفر البعثيين والقوميين والاسلاميين المعتدلين والشيوعيين، دون ان يشير الى اسم واحد من هؤلاء المشاركين الذين وصفهم ـ على الغيب ـ بانهم من كل الطوائف الدينية العراقية بلا تمييز واشخاص من القوميات المشكلة للمجتمع العراقي الاصيل.

 

ولعلها اشد غرابة ان يزج المسفر باسم البعثيين ويعلن عن حضورهم الى المؤتمر ومشاركتهم في جلساته، متغافلا عن قرار اتخذه حزب البعث علنا بمقاطعة المؤتمر لاسباب ذكرها في سلسلة تصريحات ومقالات وتعليقات لعدد من قادته ومنهم صديقه السيد صلاح المختار الذي كتب مقالة طافحة بالشجن والعتاب لـ(كبوة) رجل كريم، في اشارة الى المسفر نفسه بسبب حضوره ذلك المؤتمر العتيد.

 

وليس صحيحا ما قاله المسفر بان اسلاميين معتدلين حضروا المؤتمر ولم يكشف عن اسم واحد منهم، بعد اعتذار كبير علماء العراق العلامة عبدالملك السعدي عن حضوره وهيئة العلماء المسلمين عن المشاركة فيه وكذلك الامر بالنسبة للقوميين العرب الذين رفضوا الدعوات الى حضوره بعد اكتشاف اتفاق راعي المؤتمر مع شركة امريكية للعلاقات العامة وقع في تشرين الثاني 2015 تتولى بموجبه الشركة المثيرة للشبهات تنظيم المؤتمر والاشراف عليه عبر فرعها الاوربي في بروكسل الذي يديره أحد سكرتيري بول برايمر عندما كان رئيسا لسلطة الاحتلال الامريكي في العراق.

 

من حق المسفر ان يدافع عن راعي المؤتمر وهو ضيف يتردد على  (الدوحة) نهاية كل شهر لتلقي النصائح و(المقسوم)، وربما يجتمع به عبر (لقاء) ذكي، او صدفة عابرة، ومن حقه ان يدافع عن المؤتمر الذي تحملت بلاده تكاليف عقده والصرف عليه لوجه الله تعالى ومن اجل سواد عيون الســنة العرب المعذبين والمقهورين والمهمشين في العراق، ومن حق المسفر ايضاً ان يبني على المؤتمر الذي حضره سبعون عراقيا يعيشون في الخارح جاءوا الى باريس للاستجمام وتغيير الجو، الآمال العظام لانقاذ العراق من احتلال ايران وامريكا وتسلط احزاب ومليشيات الشيعة وانتهازية الحزب الاسلامي، ولكن من حقنا عليه ونحن الذين كنا نحترمه ونقدر مواقفه القومية السابقة، الا يكون وسيطا ولا نقول (دلالا) وهو الاستاذ الجامعي والباحث الاكاديمي والكاتب والاعلامي، ويناشد دول مجلس التعاون الخليجي لنصرة هذا التنظيم الرضيع الذي حمل تواً اسم (المشروع الوطني العراقي) متشبهاً بحزب أحمد الجلبي المنقرض (المؤتمر الوطني العراقي) بكل الامكانيات، لان نصرة النازحين والمهجرين والملاحقين بالموت في بغداد العباسية والفلوجة والانبار وديالى وجرف الصخر وسامراء وتكريت وبيجي والموصل أولى وأثوب، من مساعدة جماعة رئيسها يلعب بملايين الدولارات سفرا وسياحة واستثمارا (حلالا) واعضاؤها يتنقلون بين دوحة قطر وتركيا واوربا وامريكا في مهمات وطنية جدا جدا، من ضمنها السعي الى (تعديل) العملية السياسية في العراق، المنخورة من تحت الى فوق، وشراء ذمم نواب مرتزقة وفاسدين لتشكيل كتلة برلمانية منبطحة على غرار كتلة الحزب الاسلامي بقيادة سليم الجبوري، وتشترك معها في بيع السنة العرب ليس الى ايران وامريكا فحسب كما يفعل الاخير، وانما تضاف اليهما روسيا بوتين، ومافياتها في تبييض الاموال وقتل المزيد من اخواننا السوريين، وربما فرنسا ايضا اذا تخلت عن مباديء العظماء ديغول وبومبيدو وشيراك.              





التعليقات

إضافة تعليق

الاسم  
التعليق